الأكريلاميد هو مركب كيميائي يظهر بشكل طبيعي في بعض الأطعمة عند تعريضها لدرجات حرارة عالية، مثل الخبز والقهوة. عند تحميص حبوب البن، ينجم عن ذلك إنتاج الأكريلاميد كجزء من عملية التفاعل الكيميائي بين الأحماض الأمينية والسكريات الطبيعية. من هنا تأتي الأسئلة حول مدى سلامة استهلاك القهوة في ضوء هذه الحقائق.

التجربة الشخصية تلعب دوراً محورياً في تشكيل الرأي حول موضوع الأكريلاميد في القهوة. كمستهلك شغوف بصناعة القهوة، لاحظت أن الاختلافات في مستويات التحميص وتفضيلات الطعم يمكن أن تؤثر بشكل كبير على مستويات الأكريلاميد المنتجة. التجارب المختلفة مع العلامات التجارية المتنوعة وطرق التحميص كشفت أن القهوة المحمصة على درجة حرارية منخفضة تحتوي عادة على نسبة أقل من الأكريلاميد مقارنة بالقهوة المحمصة على درجة حرارية عالية.
من الناحية العلمية، الأكريلاميد يعتبر مادة مثيرة للقلق نظراً لأنه تم تصنيفه كمادة محتملة مسببة للسرطان بحسب الوكالة الدولية لأبحاث السرطان. لكن من الأهمية بمكان أن نلاحظ أن الأبحاث الحالية حول المخاطر الصحية للأكريلاميد تتناقض في نتائجها إلى حد كبير. العديد من الدراسات تشير إلى أن مستويات الأكريلاميد في القهوة ليست كافية لتمثل تهديدًا صحيًا كبيرًا، خاصة عند تناول القهوة باعتدال.

السلطات الصحية مثل منظمة الصحة العالمية (WHO) وهيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) قد قدمت توصيات متباينة فيما يتعلق باستهلاك الأكريلاميد. بينما يشددون على ضرورة تقليل التعرض للمادة قدر الإمكان، لم يتم تحديد مستوًى دقيق للاستهلاك يعد خطيرًا. يعتمد ذلك بشكل أساسي على الدراسات التي تُراجع التأثيرات طويلة الأمد للاستهلاك البشري لهذه المادة.
يمكن تقليل فقرة الأكريلاميد في القهوة بطرق متعددة من خلال اختيار أنواع حبوب البن الخفيفة التحميص، والتي تحتوي بشكل عام على مستويات أقل من الأكريلاميد، أو بالتحول إلى بدائل القهوة التي لا تتطلب عملية تحميص. كذلك، يمكن النظر في خيارات تقنيات التحميص الجديدة التي تهدف إلى تقليل نسبة الأكريلاميد دون التأثير على الجودة والنكهة العامة للمشروب.
قدر من الاحترافية يتطلب أن نفهم أن الموضوع يتطلب المزيد من البحث والكثير من الدراسات للوصول إلى استنتاجات نهائية. حتى ذلك الحين، يمكن للمستهلك الواعي اتخاذ قرارات مبنية على التوازن بين التمتع بالنكهة الفريدة للقهوة والوعي بالسلامة العامة دون الوقوع في القلق أو الهلع.
بالنسبة للصانعين والمروجين لمنتجات القهوة، فإن التواصل الجيد مع المستهلكين حول مستوى الأكريلاميد في منتجاتهم وما يتم عمله لتقليل هذه المستويات يعتبر خطوة إيجابية لبناء الثقة. التوجيه الواضح والصريح حول طرق تخمير القهوة والنصائح حول أفضل ممارسات تحضيرها يمكن أن تساعد المستهلكين على اتخاذ خيارات مدروسة.
بشكل عام، من الحكمة أن يبقى محبو القهوة على دراية بالمستجدات المتعلقة بالأكريلاميد وأن يشاركوا بنشاط في النقاشات المجتمعية والصحية لتبادل الخبرات والآراء. يُفضل دائماً التفكير في الاعتدال والتنوع في النظام الغذائي كجزء من كل متكامل للصحة الجيدة بدلاً من التضييق على نوع معين بناءً على معلومات غير مكتملة أو غير مؤكدة.